عندما نسمع كلمة "صوتيات"، قد يتبادر إلى أذهاننا قاعات الحفلات الموسيقية أو استوديوهات التسجيل أو الغرف العازلة للصوت. لكن وراء هذا العلم هناك مهنة مثيرة تعرف باسم اختصاصي الصوتيات (Acoustician). وهو المتخصص الذي يدرس ويصمم ويطبق مبادئ الصوت والاهتزاز في مجالات عملية متعددة. عمله لا يقتصر على صناعة الموسيقى فحسب، بل يمتد إلى الرعاية الصحية، والإنشاءات، والتكنولوجيا، بل وحتى مجالات العدالة.

معنى اختصاصي الصوتيات ودوره

اختصاصي الصوتيات هو خبير في علم الصوت، ويعمل في عدة مجالات مثل:

• الصوتيات المعمارية: تصميم المباني لتحقيق أفضل جودة صوت (المسارح، المدارس، المكاتب).

• الصوتيات البيئية: الحد من التلوث الضوضائي في المدن أو المطارات أو المصانع.

• الصوتيات الطبية: تطوير تقنيات مثل أجهزة السمع والتصوير بالموجات فوق الصوتية.

• الصوتيات الجنائية: تحليل الأدلة الصوتية والتسجيلات في القضايا القانونية.

باختصار، يساعد اختصاصي الصوتيات في جعل بيئاتنا أكثر وضوحاً، أو هدوءاً، أو ملاءمة للتواصل حسب الحاجة.

ماذا يفعل اختصاصي الصوتيات؟

تختلف المهام اليومية باختلاف التخصص، وقد تشمل:

• تصميم المساحات العازلة للصوت

• اختبار المواد لقياس قدرتها على امتصاص الضوضاء

• تحليل الموجات والاهتزازات الصوتية

• معالجة الشكاوى المتعلقة بالضوضاء الصناعية أو البيئية

• دعم التحقيقات عبر الأدلة الصوتية في المحاكم

هذا العمل يجمع بين العلم والإبداع، إذ يطبق الفيزياء والهندسة وفهم إدراك الإنسان للصوت لحل مشكلات واقعية.

الفن والسياسة في علم الصوت: حلقة مميزة من BaytCast

يأخذ هذا المجال بعداً أعمق عند النظر إليه من زاوية الفن والحقوق. في حلقة خاصة من BaytCast ،يتحاور الرئيس التنفيذي في بيت.كوم ربيع عطايا مع لورنس أبو حمدان، الفنان والباحث والناشط.

يةعمل لورنس الرائد في مجال التحقيقات الصوتية يجمع بين الفن والعلم وحقوق الإنسان. فقد استخدم تقنيات مثل الشهادات السمع والأدلة الجنائية الصوتية للكشف عن حقائق في بعض القضايا البارزة والمثيرة للجدل حول العالم. هذا الحوار يلقي الضوء على أن مهنة الصوتيات لا تقتصر على قاعات الحفلات الموسيقية، بل يمكن أن تؤثر في العدالة والسياسات والذاكرة المجتمعية.

لا تفوت هذه الحلقة المميزة: شاهد الآن

لماذا تختار أن تصبح اختصاصي صوتيات؟

الطلب على هذا التخصص متزايد في عدة قطاعات، منها:

• الإنشاءات والتخطيط العمراني: تطوير مساحات أكثر هدوءاً وراحة.

• الرعاية الصحية: ابتكار حلول متقدمة في طب السمع والتصوير الطبي.

• التكنولوجيا: تحسين الأجهزة الصوتية والتعرف على الكلام وتجارب الواقع الافتراضي.

• الترفيه: رفع جودة التجربة في الحفلات الموسيقية والسينما والألعاب.

في منطقة الخليج والشرق الأوسط، يزداد الطلب مع الاستثمارات في المشاريع الضخمة، والمساحات الثقافية، والمدن الذكية — وكلها تحتاج إلى خبراء صوتيات.

المهارات المطلوبة لتصبح اختصاصي صوتيات

لبناء مسيرة مهنية في هذا المجال، تحتاج إلى:

• خلفية قوية في الفيزياء والرياضيات

• القدرة على استخدام برامج النمذجة الحاسوبية

• مهارات التصميم الهندسي

• التفكير التحليلي وحل المشكلات

• فهم سيكولوجية السمع البشري

مستقبل المهنة

مع ازدياد الضوضاء في المدن وتوسع التكنولوجيا في دمج الصوت في حياتنا اليومية، تزداد قيمة اختصاصيي الصوتيات عالمياً. أما في المنطقة العربية، فإن المشاريع الضخمة والبنية التحتية الحديثة تفتح فرصاً جديدة للمتخصصين في هذا المجال.

كلمة أخيرة

اختصاصي الصوتيات ليس مجرد "مهندس صوت". بل هو عالم ومصمم، وأحياناً محقق، يستخدم علم الصوت لتحسين العالم من حولنا. سواء كنت مهتماً بالتخطيط العمراني، أو الصحة، أو التكنولوجيا، أو حتى قضايا حقوق الإنسان، فإن الصوتيات توفر مساراً مهنياً يجمع بين التحدي العلمي والأثر المجتمعي.

وإذا كنت جاهزاً لاكتشاف مسارات مهنية جديدة، ابدأ البحث اليوم على بيت.كوم.