بالنسبة للعديد من المهنيين في السعودية، الإمارات، وبقية دول الخليج، يُعد الراتب العامل الأول—وأحيانًا الوحيد—الذي يتم التفكير فيه عند تقييم عرض عمل جديد. لكن مع تطور سوق العمل، بات واضحًا أن الجوانب الأخرى من المزايا الوظيفية مثل الرعاية الصحية، المرونة، وفرص النمو لا تقل أهمية عن الراتب لضمان رضا وظيفي واستقرار مهني طويل الأمد.
في حلقة حديثة من بودكاست بيت.كوم (BaytCast)، شارك هاني الأهدل، خبير الموارد البشرية في السعودية، تجربته في تطوير مزايا الرعاية الصحية في شركة سابك، مما يوضح التحول الذي تشهده المنطقة نحو تقديم عروض عمل متكاملة تركز على رفاهية الموظف، وليس فقط على الراتب.
لطالما كان الراتب محور التفاوض الأساسي في العقود، ولكن اليوم، ومع ازدهار ثقافة العمل عن بُعد وازدياد الوعي بالصحة النفسية والتوازن بين العمل والحياة، أصبح من الضروري التفكير بما هو أبعد من الراتب.
أوضح هاني خلال المقابلة أن تطوير الرعاية الصحية في سابك لم يكن مجرد تلبية لمتطلبات قانونية، بل كان خطوة إستراتيجية تهدف لتحسين جودة حياة الموظفين. هذا التوجه ساعد الشركة على التميز في سوق العمل وجذب الكفاءات.
في السابق، كانت تغطية الرعاية الصحية في الخليج تقتصر على الأساسيات، لكن الموظفين اليوم يتوقعون برامج أكثر شمولاً تشمل الصحة النفسية، العناية بالأسنان، الرؤية، وخدمات العافية.
تحدث هاني عن كيف شملت برامج سابك الجديدة الرعاية النفسية كجزء أساسي من المنظومة، وهو ما يعكس تغير توقعات العاملين تجاه الصحة الشاملة. لذلك، عند التفاوض، تأكد من أن التغطية الصحية تلبي احتياجاتك وتغطي أفراد عائلتك أيضًا.
لم تعد ساعات العمل التقليدية من 9 إلى 5 هي القاعدة. في الخليج، أصبحت المرونة في ساعات العمل، والعمل من المنزل، من الأمور التي يبحث عنها الموظفون بشدة. وكما أشار هاني، فإن المرونة ليست فقط راحة شخصية، بل عنصر أساسي لرفع الإنتاجية والرضا الوظيفي.
قد يجذبك الراتب في البداية، لكن ما يبقيك ويطوّرك مهنيًا هو وجود فرص للتعلم، التدريب المهني، الإرشاد، والتطور الوظيفي. تجربة هاني المهنية التي بدأت من الهندسة الصناعية وصولًا إلى قيادة فرق الموارد البشرية تثبت أن التطوير المستمر يصنع القادة.
في المقابلة التي أجراها ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لـ بيت.كوم، مع هاني الأهدل، تم تسليط الضوء على أهمية التفاوض الذكي للعروض الوظيفية. فنجاح الموظف لا يُقاس فقط بما يتقاضاه، بل بمدى دعمه وتطوره داخل المؤسسة.
عند تقييمك لأي عرض وظيفي جديد، لا تنسَ هذه العناصر الأساسية:
الرعاية الصحية: تأكد من وجود تغطية شاملة تشمل الصحة النفسية والعائلية.
المرونة: اسأل عن إمكانية العمل عن بُعد أو تعديل ساعات العمل.
النمو المهني: تحقق من وجود برامج تدريب وإمكانيات للترقية والتطور الوظيفي.
الثقافة المؤسسية: بيئة عمل إيجابية داعمة تساهم في استقرارك المهني.
ابحث في السوق: قارن عروض الشركات لفهم ما هو طبيعي وما يُعد استثنائيًا.
حدّد أولوياتك: هل تفضّل المرونة؟ أم التدريب؟ أم مزايا عائلية؟
أظهر قيمتك: كلما زادت مهاراتك وقيمتك المضافة، زادت فرصك في الحصول على عرض أفضل.
كن مستعدًا للرفض: إذا لم تكن الشركة تقدم ما يناسبك، لا تتردد في الانسحاب.
يمكنك الاستماع للحلقة كاملة عبر يوتيوب أو منصات البودكاست مثل سبوتيفاي، أنغامي، وأبل بودكاست.