بالنسبة للعديد من الخريجين الجدد، قد يبدو الانتقال من الجامعة إلى سوق العمل قفزة في المجهول. فمع الشهادة الجامعية في اليد، يظن البعض أن الحصول على الوظيفة المنشودة هو الخطوة التالية الحتمية. ولكن في سوق العمل التنافسي اليوم، لم تعد الشهادة وحدها هي مفتاح النجاح كما كانت سابقًا. بل أصبحت أشبه بـ تأشيرة دخول—تمنحك حق حضور المقابلة، لكن ما يحدد استمرارك هو القيمة التي تقدمها.
في بودكاست بيت.كوم (BaytCast)، أوضح هاني الأهدل، خبير الموارد البشرية في السعودية، أن الشهادة الجامعية ليست سوى البداية. في بداياته، انتقل من مجال الهندسة إلى الموارد البشرية دون أن يحمل شهادة في هذا التخصص. فكانت شهادته هي "التأشيرة" لدخول سوق العمل، لكن الذي أوصله إلى مناصب قيادية كان قدرته على التعلّم والتكيف وحل المشكلات.
لم تعد الشركات تقرأ السير الذاتية بحثًا عن الشهادات فقط، بل تبحث عمّن يستطيع إضافة قيمة حقيقية لفريق العمل. سواء عبر مهارات مكتسبة، تدريب إضافي، أو مشاريع شخصية، هذه هي العناصر التي تميزك عن غيرك.
خلال المقابلة، بيّن هاني أن ما يهم حقًا هو كيف تُظهر قدرتك على التكيف والتعلم والمساهمة الفعلية في بيئة العمل.
مهارات مثل التواصل، القيادة، الذكاء العاطفي، وحل المشكلات لا تقل أهمية عن المهارات الفنية.
احرص على حضور دورات، ورش عمل، أو تعلّم ذاتي. الشهادة هي البداية، لكن التطور المهني لا يتوقف.
التدريب، العمل الحر، أو التطوع كلها فرص تساهم في ربط التعليم الأكاديمي بالتطبيق العملي.
استمع إلى الملاحظات وحسّن أداءك باستمرار. هذه العقلية وحدها تضعك في خانة المرشحين المتميزين.
شارك هاني في البودكاست كيف أن أول وظيفة له في سابك لم تكن مناسبة تمامًا لخلفيته الهندسية. لكنه اغتنم الفرصة، وتوسّع في مجال الموارد البشرية، ليصل إلى مناصب قيادية. قصته تذكير مهم بأن المسارات المهنية لا يجب أن تكون محدودة بتخصصك الدراسي.
في نهاية المطاف، شهادتك ما هي إلا خطوة أولى. لكن النجاح يأتي من قدرتك على التعلّم، التكيّف، وإثبات نفسك باستمرار. حين تركز على القيمة التي تقدمها، ستصبح مرشحًا لا يُستغنى عنه.
حسّن ملفك الشخصي على بيت.كوم ليُظهر مهاراتك وإنجازاتك إلى جانب شهادتك.
استهدف الوظائف المناسبة لمهاراتك، حتى لو لم تكن مرتبطة تمامًا بتخصصك الأكاديمي.
كوّن علاقات واطلب التوجيه، فالمعرفة من ذوي الخبرة تسهّل عليك طريقك المهني.
يمكنك الاستماع للحلقة كاملة عبر يوتيوب أو منصات البودكاست مثل سبوتيفاي، أنغامي، وأبل بودكاست.