كيف تطوّر مهاراتك لسوق عمل يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

بينما يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل الصناعات عالميًا، تسير منطقة الشرق الأوسط بخطى متسارعة نحو تبني هذه التقنيات لدفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي. ورغم الفرص الواعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن العاملين والباحثين عن عمل بحاجة إلى مواكبة هذه التغيرات لضمان الاستمرار والتميّز في سوق العمل الذي يشهد أتمتة متزايدة. وتكمن الخطوة الأهم في تطوير المهارات (Upskilling) لاكتساب الكفاءات التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل الجديد. إليك دليلك للارتقاء بمهاراتك والاستعداد لسوق عمل قائم على الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط.

١. حدّد المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي المطلوبة حاليًا

لضمان التميز في سوق العمل، من المهم أن تحدد المهارات الأكثر طلبًا في مجالات الذكاء الاصطناعي في المنطقة، لا سيما في قطاعات مثل التقنية، والمالية، والرعاية الصحية.

مهارات ينصح بالتركيز عليها:

  • تعلم الآلة (Machine Learning): ضروري لتحليل البيانات وبناء النماذج الذكية، ويُستخدم في مجالات مثل تطوير البرمجيات والمالية.

  • تحليل البيانات وعلوم البيانات: تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستخلاص نتائج مفيدة، وهي مهارة مطلوبة في معظم الصناعات.

  • لغات البرمجة: مثل Python وR وJava، وتُستخدم في تطوير الخوارزميات وحلول الذكاء الاصطناعي.

  • معالجة اللغة الطبيعية (NLP): لتطوير روبوتات المحادثة والمساعدات الذكية التي تفهم اللغة البشرية.

  • أتمتة العمليات الروبوتية (RPA): لتبسيط المهام المتكررة في الإدارات المالية والموارد البشرية.

الخطوة التالية:

تابع مستجدات الذكاء الاصطناعي، وابحث عن دورات تدريبية وشهادات معتمدة تغطي هذه المهارات الأساسية.

٢. الاستفادة من الدورات التدريبية والشهادات عبر الإنترنت

يوجد العديد من المنصات التعليمية التي تقدم محتوى عالي الجودة في الذكاء الاصطناعي، ويمكنك من خلالها تطوير مهاراتك وفقًا لسرعتك واهتماماتك.

منصات تعليمية موصى بها:

  • Coursera: تقدم مسارات تعليمية من جامعات عالمية مثل ستانفورد وMIT.

  • edX: توفر محتوى مجاني ومدفوع من جامعات مرموقة.

  • Udacity: معروفة ببرامج Nanodegree المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.

  • LinkedIn Learning: تركّز على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأعمال والتسويق والتقنية.

الخطوة التالية:

اختر الدورات المرتبطة بأهدافك المهنية، واحصل على شهادات معترف بها في مجالك.

٣. اكتسب خبرة عملية باستخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي

تعلّم المفاهيم النظرية مهم، لكن الخبرة العملية هي ما يميزك. حاول تطبيق ما تتعلمه من خلال مشاريع حقيقية أو مستقلة.

طرق اكتساب الخبرة العملية:

  • مشاريع شخصية: صمّم روبوت محادثة أو حلّل بيانات حقيقية، وشارك مشاريعك عبر GitHub.

  • الهاكاثونات والمسابقات: شارك في تحديات على منصات مثل Kaggle للعمل على مشكلات حقيقية.

  • العمل الحر: قدّم خدماتك على منصات مثل Upwork أو Freelancer لتنفيذ مشاريع ذكاء اصطناعي.

الخطوة التالية:

أنشئ ملف أعمال رقمي يعرض مشاريعك، وانضم إلى مجتمعات مختصة في الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط لتبادل الخبرات.

٤. طوّر المهارات الشخصية التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي استبدالها

مع استمرار الذكاء الاصطناعي في أتمتة المهام الروتينية، تصبح المهارات البشرية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

مهارات لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها:

  • الذكاء العاطفي: القدرة على فهم الذات والآخرين، خاصة في مجالات القيادة وخدمة العملاء.

  • الإبداع: ضروري في التسويق، التصميم، وكتابة المحتوى.

  • التفكير النقدي وحل المشكلات: خاصة في المواقف المعقدة التي تتطلب تحليلًا دقيقًا وقرارات استراتيجية.

الخطوة التالية:

احرص على حضور ورش عمل في القيادة والتواصل، ودرّب نفسك على التفكير النقدي من خلال سيناريوهات واقعية.

٥. تابع تطورات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

تعمل دول مثل السعودية والإمارات على تبني الذكاء الاصطناعي كأولوية وطنية، مما يفتح آفاقًا جديدة للباحثين عن فرص.

مبادرات يجب متابعتها:

  • استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي: تهدف لأن تصبح الدولة رائدة عالميًا في الذكاء الاصطناعي بحلول 2031.

  • رؤية السعودية 2030: تتضمن مشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي في السياحة، الطاقة، والخدمات الحكومية.

  • التحول الرقمي في القطاع الحكومي: يشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة.

الخطوة التالية:

تابع الفعاليات المحلية والندوات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وانضم إلى شبكات مهنية تضم متخصصين في المجال.

٦. استكشاف الوظائف المتخصصة في الذكاء الاصطناعي

مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر أدوار وظيفية جديدة تتطلب مهارات دقيقة ومحددة.

وظائف متخصصة يمكن استهدافها:

  • مهندس ذكاء اصطناعي: لتطوير النماذج والخوارزميات.

  • عالم أو محلل بيانات: لتحليل البيانات وتدريب الأنظمة الذكية.

  • مدير منتجات الذكاء الاصطناعي: لإدارة تطوير منتجات مدعومة بالتقنية.

  • مسؤول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: لمتابعة الالتزام بالمعايير الأخلاقية في استخدام التقنية.

الخطوة التالية:

استكشف متطلبات الوظائف في السوق، وابدأ في التخصص من خلال دورات أو شهادات تركّز على هذه المجالات.

مع تصاعد تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل في الشرق الأوسط، أصبح من الضروري أن يواكب المحترفون هذا التغير من خلال تطوير مهاراتهم باستمرار. من خلال تعلّم المهارات التقنية، واكتساب الخبرة العملية، وتنمية المهارات الشخصية، يمكنك تأمين مستقبلك المهني في عالم تقوده التقنيات الذكية.

هل تبحث عن وظائف ترتكز على الذكاء الاصطناعي في المنطقة؟ تفضل بزيارة بيت.كوم اليوم وابدأ رحلتك نحو مستقبل مهني واعد.

Natalie Mahmoud Fawzi Al Saad
تعليقات
(1)