تزايد التركيز على مستويات سعادة ورفاهية سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا منذ مطلع هذا العام، فوفقاً لاستبيان قام بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بإجرائه مؤخراً بالتعاون مع يوجوف، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، تحت عنوان "السعادة في منطقة الشرق الأوسط"، عبّر أكثر من نصف المجيبين في الامارات (58%) عن رضاهم عن حياتهم، إلى حد ما على الأقل.
ومن أجل التعرّف على مستويات سعادة الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط، تطرّق الاستبيان الى العوامل الرئيسية التي يمكن من خلالها تحديد مستوى السعادة، من ضمنها الحياة الشخصية والمهنية للمجيبين، وبلد اقامتهم الحالي، وغيرها من العوامل المتعلقة بصحتهم ورفاهيتهم.
وقد حدّد المجيبون أكثر خمسة عوامل تؤثر على مستويات سعادتهم العامة في بلد إقامتهم. ففي الامارات، صرّح58% من المجيبين بأن توفر الأمن والسلامة العامة هو العامل الأكثر تأثيراً على السعادة، يليه توفر فرص العمل (51%)، والتمتع بحالة مادية مستقرة (44%)، والبيئة النظيفة (41%) والقدرة على إنشاء علاقات شخصية جيدة (36%).
درجة الرضا عن الحياة الشخصية
شملت أهم عناصر الحياة الشخصية التي عبّر المجيبون في الامارات عن رضاهم عنها: العلاقة مع العائلة (86%)، والصحة الجسدية (84%)، والصحة النفسية (82%)، والحرية في إنشاء العلاقات وإقامة الصداقات (74%) والدعم الذي يتلقونه من العائلة (71%).
وأظهرت نتائج الاستبيان بأن العوامل المرتبطة بالصحة الجسدية تعلب دوراً هاماً في مستوى السعادة والرفاهية لدى المجيبين في الامارات. وفي هذا السياق، صرّح حوالي ثلاثة أرباع المجيبين (75%) بأنهم يتمتعون بصحة جيدة أو ممتازة، وقال حوالي6 من كل10 مجيبين (58%) بأنهم لا يعانون من أي مشاكل صحية حالياً.
درجة الرضا عن بلد الإقامة
عبّر المجيبون في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عن رضاهم عن العديد من العوامل المرتبطة ببلد إقامتهم، كالقدرة على إنشاء علاقات شخصية جيدة (65%)، وتوافر المرافق العامة (62%)، وتوافر الأمن والسلامة العامة (60%)، والطقس المعتدل (60%) وفرص التواصل مع الآخرين (49%).
أظهر المجيبون في الإمارات مستويات عالية من الرضا عن العوامل المرتبطة ببلد إقامتهم، كالأمن والسلامة العامة (91%)، وتوفر المرافق العامة (89%)، وتوافر وسائل الترفيه (88%)، والبيئة النظيفة (83%)، وتوافر المواصلات (82%).
درجة الرضا عن الحياة المهنية
وفيما يتعلق بحياتهم المهنية، شملت العوامل التي أظهر المجيبون في الامارات رضاهم عنها: ساعات العمل (59%)، والدعم الذي يتلقونه من زملاء العمل (58%)، والتوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية (49%)، والحرية في اتخاذ القرارات في العمل (48%) والدعم الذي يتلقونه من مدرائهم في العمل (46%).
أما العوامل الأخرى المتعلقة بالحياة المهنية للمجيبين في الامارات فشملت مستويات الضغط النفسي، والتقدير والتقدم الوظيفي. حيث أظهر حوالي نصف المجيبين (49%) رضاهم عن التقدير الوظيفي الذي يتلقونه في العمل، بينما عبّر45% عن رضاهم عن مستوى الضغط النفسي الذي يتعرضون له في العمل، بينما قال أكثر من الثلث (36%) أنهم راضون عن توفر فرص التقدم الوظيفي.
السعادة والتوتر
يعد الضغط النفسي أيضاً واحداً من العوامل التي تطرّق اليها هذا الاستبيان. وبالنسبة للمجيبين من الامارات الذين يشهدون معدلات عالية من التوتر، شملت أهم العوامل المؤدية للضغط النفسي: ارتفاع تكاليف المعيشة (66%)، والمشاكل المتعلقة بالعمل (51%)، وعدم القدرة على الموازنة بين الحياة المهنية والشخصية (38%). في المقابل، صرّح حوالي خمس المجيبين (17%) في الامارات بأنهم يشهدون مستوى منخفض من الضغط النفسي.
وفي هذا السياق، قال سهيل المصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم: "تعد السعادة والرفاهية من أكثر المواضيع الشائعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وهي ترتبط بالعديد من العوامل الشخصية والمهنية والاجتماعية." وأضاف: "نحن في بيت.كوم نحمّل أنفسنا مسؤولية تعزيز مستويات السعادة والرفاهية، وقد اتخذنا المنحنى المهني من هذا الجانب، حيث نسعى جاهدين لتقديم معلومات وخدمات تهدف لتلبية احتياجات المنطقة، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالتوظيف والبحث عن عمل. وسنواصل في مراقبة مستويات الرضا والسعادة في المنطقة وتمكين الأشخاص بكل ما يحتاجونه للتقدم في مسيرتهم المهنية."
ومن جانبها، قالت آرلين جونسالفز، مساعدة مدير الأبحاث في يوجوف: "على الرغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبدو إيجايباً بأن نرى السعادة تنتشر في الامارات على نطاق واسع. ويُعزى سبب شعور الأشخاص بالسعادة في منطقة الشرق الأوسط الى توفر الفرص المهنية ومستوى المعيشة الجيد، اضافة الى التنمية والتطوّر."
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول "السعادة في منطقة الشرق الأوسط" عبر الانترنت خلال الفترة الممتدة ما بين6 وحتى22 ديسمبر2016، بمشاركة3,747 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وسوريا.